مسائل نحوية خالف فيها أبو حيان ابن عصفور في كتابه التذييل والتكميل

الملخص

يعالج هذا البحث ظاهرة الخلاف النحوي بين اثنين من علماء المدرسة الأندلسية، هما ابن عصفور وأبو حيان الأندلسي، مبينًا أن الخلافات النحوية ليست ظاهرة طارئة، بل صاحبت علم النحو منذ نشأته، كما في الخلاف بين المدرستين البصرية والكوفية، والخلافات داخل المدرسة الواحدة. ويرى الباحث أن هذه الخلافات تمثل مظهرًا صحيًا يعكس حيوية هذا العلم ومرونته الفكرية.

وقد تناول البحث جملة من المسائل التي اختلف فيها العالمان، وشملت أبواب المرفوعات والمنصوبات والمجرورات، إضافة إلى بعض القضايا المتفرقة كاستخدام الحروف وتوجيه الشواهد. وتم تحليل هذه الخلافات من خلال العودة إلى النصوص النحوية الأصلية وتفسيرهما للشواهد.

خلص البحث إلى أن أسباب الخلاف ترجع إلى أربعة محاور رئيسة: الاعتماد على السماع (القراءات والشواهد)، والقياس، وتفاوت الاجتهادات في تفسير الشواهد، والتمسك بمنظومة القواعد. كما أظهر أن كلا العالمين لم يتقيدا بانتماء واضح للمدرستين البصرية أو الكوفية، بل عبّرا عن خصائص المدرسة الأندلسية المستقلة. وأوضح البحث أن هذه الخلافات تؤثر بوضوح في توجيه المعنى والإعراب، سواء في القرآن الكريم أو الشعر أو النثر العربي.